اهداء لكل من فقد والده

يُـبَــه ويـنك ؟؟
ولهت لنظرة من عينك ....
يُـبَــه وينك ؟؟
أشوفه طوّل غيابك !!
و من ودّاك .... ما جابك !!
قالوا ما يدوم الزين !!
و أنا عندي امل للحين ..
و لكني أعرفك وين !!
يُـبَــه وينك ؟؟
عسى الداعي ..يُـبَــه.. بس خير..
عساك بخير ....!!
مداين تكرم لعينك ...
بس أرجوك علمني ..
يبـــــه وينــك؟؟
سألت أمي عن رجوعك ...
ولكني أعرفك وين !!
و قالت ..
ما يدوم الزين !!
و أنا .. عندي أمل للحين ..
في رجوعك !!
يُـبَـه..
بس تكفى علمني ....
متى رجوعك ؟؟
يُـبَـه..
بس تكفى علمني ..
وش احلى من طلوع اثنين ؟؟
طلوع الشمس .... و طلوعك
يُـبَــه وينك ؟؟
سألت أمي ...... غيابك طال ؟؟
ولكنّي أعرفك وين !!
و قالت مثل ما قالت ..
حسافة ...
ما يدوم الزين ...
مع كل هذا صدقني ..
أنا عندي أمل للحين !!
سؤالي عنك يالوالد ..
صبح موال ..
و أشوفه طال ...
والله طال ..
حزين .. بلحنه و حروفه ...
يخاف .. يموت من خوفه ...
و قلب ٍ كان أقوى قلب ...
ضعف .. من قسوة ظروفه ..
يُـبَـه..
أرجوك علمني ...
تشوف اللي أنا اشوفه ؟؟
أنا اشوفك نهار و ليل ...
في وسط المجلس تصلي ..
و تدعي الرب ييسر لي ..
يُـبَـه..
ما عاد فيني حيل ..
وين الحيل ؟؟
و أنا اشوفك نهار و ليل ..
مع إني ادري ما ترجع !!
غريبة .. بعدها تدمع ..
عيوني من هموم البين !!
و أدري به مكانك وين !!
مع َ هذا .. أرد واسأل !!
يُـبَــه وينك ؟؟
و لكني أعرفك وين !!
شبكت العشر في غيابك ...
على راس ٍ كساه الشيب ..
و من وداك ... ما جابك ..
ولا ادري وش يخبي الغيب !!
و جرح ٍ عذ ّب أحبابك ....
يُـبَـه..عيّـا يخف و يطيب !!
يُـبَـه..
كل جرح في الدنيا ..
مصيره بالدوا يلتم ...
و لكن البلا من جرح ..
نزف فرقاك ... بليّا دم !!
و هذا الفرق في جرحي ...
عجز يلقا الدوا دكتور ..
أنا جرحي غريب الطور !!!
ينزف ... بس بليّا دم ..
و زاد الهم فوق الهم ...
و دام انك يُـبَـه غايب ...
جروح الغيبه ما تـلتم ..
بس عندي أمل للحين !!
و لكنّي أعرفك وين !!
يُـبَـه..
ذكراك تفرّحني ....
في نفس الوقت تجرحني !!
لا من جبت في طاريك ...
دموعي غصب تفضحني ....
يُـبَـه..
تذكر ليالي الصيف ؟؟
عرس الحي .. و رقص السيف ؟؟
و كرم قلبك معَ هـالناس ..
كل ٍ كان في بيتك ضيف ..
ألا يا حيف .... ألا يا حيف ..
زمن قاسي ..
زمن قاسي ...
أخذ منّي بلا رحمة ..
أخذ منّي أعز ناسي !!
و خلا لي سهر هالليل ..
في عيني ضيف ..
ألا يا حيف !!
يُـبَــه وينك ؟؟
تعال و شوف ...
كبرنا مثل ما تمنيت ..
درسنا كل ما حبيت ..
نصلي مثل ما وصيت ..
و ندعي لك في كل ظروف ..
يُـبَــه وينك ؟؟
تعال و شوف ..
صحيح الدنيا ما ترحم ..
تجرعنا التعب أنواع ...
و لكن الأمل ما ضاع ..
و أنا عندي امل للحين !!
و لكني أعرفك وين !!
يُـبَـه تذكر شطانـتـنا ؟؟
أنا و اخواني و اخواتي ...
معانا عيال حارتنا ..
نلعب في زوايا البيت ..
يُـبَـه..
والله أنا حنيت ..
لذاك الوقت في وجودك ...
ألا يا ليت ... ألا يا ليت ...
ترجع .. يا يُـبَـه حنيت ..
حسافة الدنيا ما ترحم ...
خذت منا سعادتنا ...
خذتك بعيد .. و خلتنا !!!
يُـبَـه..
أمي تذّكرنا ...
بأيامك قبل ما تروح ...
تناديها.. يا روح الروح ..
تغازلها و تنظر لك ..
مثل طفلة ...
ملامحها عشق مفضوح ...
في ذاك الوقت .. كنا صغار ...
معَ هذا ... كنا نغار ..
عليها .. او بعد منها ... كنا نغار
نحبك يا يبه ... ارجع
مثل شمس الفجر .. اطلع
حزينه الشمس في غيابك ..
و نفس الحزن في احبابك ..
واخاف الشمس من حزني ..
تغيب و ما بعد تطلع !!
يُـبَـه ارجع !!
إذا لي خاطر فـ قلبك ..
تعال و زورنا بس يوم ...
مع إنه ما يكفينا .. نشوفك يوم ..
نبي حضنك يدفينا .. و نشوفك دوم ..
لكن قلّت الحيله ... و يمكن مـ البطا ضاعت ..
و قلنا يوم !!
يُـبَـه سامحني بترخّص ...
قبل ينشف حبر الأقلام ..
كلامي بعده ما خلّص ..
و لكن موعد الأحلام ..
حان ..
ولازم اوفي له..
بعد ما ضاعت الحيله ..
أشوفك والوعد باكر !!
إذا فكّر يجي باكر ..!!
و برجع اسألك وينك !!
بس لازم تجاوبني ..
ترى عندي أمل للحين !!
و لكني اعرفك وين ..!!

* * * * *
نعم ... قالها ســــــ الشوق ــــــاقي على لسان يتيم رآه في ليلة العيد ... دمعة بريئه من عينه الطاهره .. كأنها تقول: يبه و ينك؟؟؟ ... تخاطب العالم الصامت الذي لا يأبه لأي حزن في قلوب اليتامى ... كم هو قاسي هذا العالم ... سمعتها بقلبي تلك الدمعه ... و دون شعور .. كأنها سكرة بلا خمر ... امسك القلم بيدي و شدني نحو تلك الصفحه الفارغه .. كقلوب البشر .. و قالت ... اسقني حزن ذلك الذي يقف هناك .. قبل ان تسقي من تحب بشوقك ايها الساقي ... و لا تكن قاسي على من يقرأني في معانيك ... فمن سيقرأني الى النهايه .. سيقسم بأن عيناه امتلأت بالدمع ...حزنا على من فقد الرأس الذي يقبله في كل عيد .. و اليد التى تمتد الى ذلك الجيب المتواضع لتخرج ابتسامة على وجهه .. اسمها العيديه ... و يضيع موضوع العيد و فرحته في القصيده ... و تتركز معانيها على سؤال العاقل الذي لازال يسأل المرحوم وينك ؟؟ كأنه يجهل مكانه ... صدقوني انه يعرف مكانه الحقيقي ... و لكنه لازال يسأل ... يبـــــه وينــك؟؟